إطلاق مشروع تحسين وصول الطلبة الصم وضعاف السمع للتعليم العالي في قطاع غزة

إطلاق مشروع تحسين وصول الطلبة الصم وضعاف السمع للتعليم العالي في قطاع غزة

 جرى في الجامعة الإسلامية بغزة الاحتفال بإعلان بدء مشروع “تحسين وصول الطلبة الصم وضعاف السمع للتعليم العالي في قطاع غزة” ضمن مشروع “تطوير خدمات الإعاقة في قطاع غزة” والممول من برنامج دول مجلس التعاون الخليجي لإعادة إعمار غزة ومؤسسة الفاخورة القطرية التابعة لمنظمة التعليم فوق الجميع وبإدارة البنك الإسلامي للتنمية وبتنفيذ جمعية الهلال الأحمر القطري بالشراكة مع نظيره الفلسطيني.

وأقيم الاحتفال في قاعة كبار الزوار بحضور الدكتور كمالين كامل شعث –رئيس الجامعة الإسلامية، ونواب رئيس الجامعة، والدكتور نظمي المصري –عميد خدمة المجتمع والتعليم المستمر، والمهندس شادي صالح – ممثل مؤسسة الفاخورة القطرية بقطاع غزة، والمهندس محمد ناصر الدين –استشاري البنك الإسلامي بقطاع غزة، والدكتور أكرم نصار –مدير مكتب الهلال الأحمر القطري في قطاع غزة، والدكتور خليل أبو فول – مدير عام مستشفى القدس -الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، ولفيف من ممثلين عن مؤسسات ذوي الإعاقة في قطاع غزة.


جهود كبيرة وإنسانية

في بداية الحفل، أشاد الدكتور شعث بالجهود الكبيرة والإنسانية التي تبذلها الجهات المتعددة في خدمة ذوي الإعاقة عامة والصم خاصة، وخاصة دور برنامج دول مجلس التعاون الخليجي لإعادة إعمار غزة ومؤسسة الفاخورة القطرية والبنك الإسلامي للتنمية وجمعية الهلال الأحمر القطري التي أثمرت جهودهم نتاجاً إنسانياً يستفيد منه الصم في قطاع غزة في تجربة رائدة تسهّل وصولهم إلى مؤسسات التعليم العالي، مؤكداً أن المستفيدين من المشروع سيجدون في هذه الفرصة نقلة تاريخية تؤثر على حياتهم وعائلاتهم والمجتمع المحيط بالإضافة إلى ارتفاع الروح الإيجابية لدى أفراد المجتمع عندما يرون التعاون الدؤوب بين المؤسسات للاستثمار بمشروع إنساني رائد لخدمة ذوي الإعاقة السمعية.

 

خدمة فئة الصم

من جهته، أعرب المهندس صالح عن تشرف مؤسسة الفاخورة القطرية بالمساهمة في خدمة فئة الصم ومساعدتها في إكمال مسيرة التعليم العالي خاصتها عبر مشروع “تمكين الطلبة ذوي الإعاقة السمعية من الوصول للتعليم العالي في قطاع غزة”، لافتاً الانتباه إلى أن ما يميز هذا المشروع أنه لأول مرة في فلسطين يتمكن طلبة فاقدي السمع الكلي من مواصلة تعليمهم العالي داخل قطاع غزة مما سينعكس بالإيجاب على مستقبلهم.


نفوس آمنة وكرامة مصونة

بدوره، شدد الدكتور نصار على أن الهلال الأحمر القطري ينطلق في أداء أعماله الإنسانية من شعاره “نفوس آمنة وكرامة مصونة”، ودعمه للمشاريع الإغاثية والتنموية في مختلف المجالات ، مضيفاً ” يأتي هذا المشروع تتويجاً لجهود العديد من المؤسسات خلال الأعوام الماضية التي كافحت في سبيل إنشاء أول مدرسة ثانوية للصم ذوي الإعاقة السمعية ونحن اليوم على أبواب إطلاق مشروع تمكين 100 طالب وطالبة كمرحلة أولى ممن أنهوا دراستهم الثانوية بنجاح للالتحاق في برنامج دبلوم أكاديمي متخصص بالجامعة الإسلامية يتبعه برنامج للبكالوريس مستقبلاً”.


مناصرة ذوي الإعاقة

وفي كلمة عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالجامعة الإسلامية، أشار الدكتور المصري إلى أن مناصرة ذوي الإعاقة وحقوقهم واجب دين وأخلاقي وإنساني؛ لإدخال السرور لقلوبهم وذويهم وكذلك تمكينهم من العلم والعمل للمساهمة في عملية البناء والتنمية المجتمعية المبنية على العدل والمساواة، معبراً عن سعادة الجامعة بأن يجمعها هذا المشروع الجديد بشركاء كالهلال الأحمر القطري وجمعية أطفالنا للصم كأول المؤسسات المبادرة لتطبيق بنود قانون رقم (4) لسنة 1999 الذي أقره المجلس التشريعي وتبنته السلطة الفلسطينية بتاريخ 9/8/1999 بالإضافة إلى أن المشروع يركز على حقوق التعليم والتأهيل والتشغيل لذوي الإعاقة السمعية وتعزيز استخدام لغة الإشارة في الجامعة والمجتمع.


سعادة رائعة وجميلة

وفي كلمة الطلبة الصمُ المشاركين بالمشروع والتي ألقتها الطالبة عبير الشغنوبي بلغة الإشارة ، قالت “بعد انتهائي أنا وزملائي من دراسة الثانوية العامة كنا دائماً نفكر ولدينا إحساس مليء بالقلق هل يمكن لنا مواصلة تعليمنا الجامعي إلى أن فتحت الجامعة الإسلامية أبوابها لنا وتبدل هذا الشعور بالسعادة والأمل”، مضيفة ” ننتظر بكل شغف بدء المشروع حتى نكمل دراستنا والالتحاق ببرنامج الدبلوم ثم الانطلاق نحو دراسة برنامج البكالوريوس لنحقق جزءً من أحلامنا البسيطة ونندمج بشكل أكبر داخل المجتمع”.


وفي نهاية الاحتفال، افتتح الضيوف معرض صور يستعرض لوحات فنية أنجزها الطلبة الصم جسدوا من خلالها تجربتهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الصيف الماضي وسط حالة من الإعجاب والسعادة للحضور بإبداعات ورسومات الشباب الصم.

جدير بالذكر، أن مشروع “تطوير خدمات الإعاقة في قطاع غزة ” ينفذه الهلال الأحمر القطري ونظيره الفلسطيني بتكلفة إجمالية بلغت 5 ملايين دولار أمريكي بتمويل من برنامج دول مجلس التعاون الخليجي لإعادة إعمار غزة ومؤسسة الفاخورة القطرية وبإدارة البنك الإسلامي للتنمية لتقديم خدمات نوعية لذوي الإعاقة السمعية والبصرية والحركية بالإضافة لبرامج تأهيل ودمج الشباب من ذوي الإعاقة في قطاع غزة.