
احتفلنا معهم البارحة باختتام مشروع مهارة تك، لكن النجاحات باقية مستمرة.

محدثتكم سمية أبو منسي 35 عام، خريجة علم النفس التطبيقي، متزوجة وأم لزهرتين، عملت في قطاع رياض الأطفال سابقًا، وفي مجال صناعة المجسمات العلمية لسنوات طويلة حتى وفقني الله باكتساب مهارات تقنية مثل التصميم الجرافيكي والرسم الرقمي.
تجاوزت الثلاثين خريفًا ويرعبني عداد العمر، كل يوم يزداد وأنا لم أوفق لفرصة عمل مناسبة أستطيع تحقيق ذاتي وتحقيق دخل جيد لأسرتي. حتى حدثت حرب 2021 وتضرر بيتي كالعادة كما في كل الحروب، وقفت عاجزة أمام هذا المشهد ماذا أفعل كيف أغير هذا الحال، كيف أنقذ بيتي ومستقبلي من الاندثار في هموم الحياة! حتى باغتت لحظة عجزي وانكساري رسالة على الهاتف لديك فرصة الالتحاق بمشروع مهارة تك الذي تنفذه حاضنة الأعمال والتكنولوجيا (BTI) لمتضرري حرب 2021 بالشراكة مع برنامج (UNDP/PAPP)، بتمويل من (SIDA).
قفزت من مكاني لم أرى هذه الرسالة بعيني لقد رأيتها بقلبي لقد أتت الفرصة، تحمل بين كفيها عوضًا يبدد تعبًا، ويبدلها طمأنينة وزيادة في السعي بلا كلل أو ملل.
تم قبولي في تخصص الموشن جرافيك، واجهت العديد من التحديات والصعوبات في مرحلة التعليم التقني فأنا أم لبنتين وأسكن في المناطق النائية تحملت مشقة الطريق والتعلم في سبيل النجاح في نهاية المطاف، ثم انتقلت للمرحلة الثانية من المشروع لتعلم مهارات العمل الحر وأنا لدي تخوف كبير هل سأنجح؟ لطالما سمعت عن عالم المهارات التقنية والعمل الحر، وعن قصص الذين استغنوا عن الوظائف، وعمن وجدوا ذواتهم وتقدير مهاراتهم هناك لتقطع حاضنة الـ BTI هذا التخوف لدي بطمأنينة وتكون السبب في تذليل المستحيل وتربطنا بالعالم الخارجي بكل مهنية واحترافية من خلال إنشاء حسابات على منصات العمل الحر والتدريب على مهارات التعامل مع العملاء والتواصل الفعال معهم.
وها أنا وصلت لمرحلة متميزة في كل مخرجات أعمالي وتقييمات عالية من عملائي على مختلف منصات العمل الحر. ولله الحمد تحَسَن دخلي (الذي كان يقتصر على توفير الأساسيات) أما الآن بفضل الله قد فاض، ليكون حُلم التخطيط لمستقبل عائلتي أمر ليس بمستحيل، وأصبح عمري رقم لا يخيفني الزيادة عليه، وباتت أحلامي واقع.
شكرا (BTI) لوصول شباب قطاع غزة المحاصر الذي أثقلته الحروب للعالم الخارجي، وتوفير برامج تدريبية مثل مشروع (مهارة تك) لينير الضياء منازل شباب قد هرموا مبكرًا في ربيع شبابهم، وكادت أسقف منازلهم تطبق على أنفاسهم من شدة اليأس. نحن الآن نضع أقدامنا على طريق تحقيق الأحلام مستمرين نحو مستقبل مشرق بدت تظهر ملامحه بأن القادم أجمل مما عشناه.