أنا محمد رفيق صبحي المناصرة عمري 32 سنة متزوج وأب لثلاثة أولاد وهذه قصتي لليوم.
كانت بدايتي كأي شاب يبحث في سبل الحياة عما ينقذ مستقبله من العوز والفقر فتحديت ظروف حياتي الصعبة وأكملت تعليمي الجامعي من أجل الحصول على فرصة عمل مناسبة فدرست بجامعة القدس المفتوحة تخصص تعليم أساسي تخرجت عام 2014، وكحال أغلب الخريجين في غزة لم أحظى بفرصة عمل على شهادتي الجامعية، فقررت اللجوء للعمل في أي مهنة لتوفير قوت عائلتي فعملت بمهنة الخياطة مدة طويلة، ومن باب تحسين دخلي بحثت عن فرصة عمل أخرى فاستقر بي الحال في شركة تعمل في مجال الدهانات.
وهنا كانت الصدمة لي ولعائلتي، تعرضت الشركة لعدوان غاشم في حرب 2021 أدى لتدميرها بالكامل وتوقفها عن العمل.
وبذلك فقدت مصدر الدخل الوحيد لي ولأسرتي؛ أقفلت الحياة أبوابها في وجهي مرة ثانية غير أن باب الله دائما مفتوح لا يقفل.
في تلك الفترة المظلمة يأتي نور الله من خلال قبولي بمشروع مهارة تك الذي تنفذه حاضنة الأعمال والتكنولوجيا (BTI) لمتضرري حرب 2021 بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP/PAPP) من خلال وكالة (SIDA).
التحقت بمجال التصميم الجرافيكي كوني أمتلك حساً فنياً، بدأت بمرحلة التدريب التقني لتعلم قواعد ومهارات التصميم الجرافيكي وعلى الرغم من مواجهتي الصعاب كوني أب وأتحمل مسؤولية أسرة مكونة من زوجة وثلاثة أولاد، وأجد صعوبة في التعامل مع جهاز الحاسوب كوني منقطع عن التعامل معه فترة كبيرة إلا أنني اجتهدت وحرصت على الحضور والالتزام طوال الوقت.
ثم انتقلت لتدريب مهارات العمل الحر وكانت هذه نقطة التحول كي أحصد نتيجة سهري وتعبي، فاجتهدت بتقديم نفسي على منصات العمل الحر والمنافسة على مختلف الوظائف المتاحة، ثم ها أنا ذا أحصد ثمار هذا التعب والاجتهاد، بعد محاولات في التقديم على وظائف في مختلف المنصات، حصلت على وظائف في منصة مستقل بنتائج رائعة واعتمد العملاء العمل معي بشكل دائم. وتأهلت للعمل مع جهة في الخليج العربي وأصبحت المصمم المعتمد لهم.
أخيرا.. لقد تغير الحال بنا كثيرا وحققت حلمي وحلم عائلتي وأصبح العمل في التصميم هو مصدر دخلنا الأساسي وبدأت التخطيط للمستقبل أصبح استشراف المستقبل شيقا منيرا بعد ما كان ظلام الواقع يحول بيني وبين أحلامي.
ومن هذا المنطلق أوجه شكري وامتناني لله أولا ثم لحاضنة الأعمال والتكنولوجيا (BTI) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والوكالة السويدية على منحي هذه الفرصة التي حولت حياتي للأفضل وبدأنا بفضلها نعيش الاستقرار والحياة الكريمة التي كنا نحلم بها أنا وأسرتي.