وتشاء أنت من البشائر قطرة ويشاء ربك أن يغيثك بالمطر

وتشاء أنت من البشائر قطرة ويشاء ربك أن يغيثك بالمطر
“وتشاء أنت من البشائر قطرة ويشاء ربك أن يغيثك بالمطر”
محدثكم اليوم محمد سامي الغول خريج لغة إنجليزية من جامعة القدس المفتوحة، لم أصل لهذا التخرج بسهولة كأي طالب ينهي مرحلة الثانوية العامة ويلتحق بالجامعة. فبعد انتهائي من تقديم اختبارات الثانوية العامة بدأت حرب 2014 وتعرض منزلنا للقصف مما اضطرني إلى إيقاف طموحي وخططي في الالتحاق للجامعة وتوقفت مسيرتي التعليمية بالكامل لعدة سنوات، لسوء الحال الذي مررنا به.
لم ألتحق بالجامعة آنذاك لكن شغفي ورغبتي بدراسة التخصص الذي أحلم به بقيت تلح داخلي وترفض أن تنتهِ، تخرجت من التخصص بحمد الله عام 2021 بتقدير جيد جداً، ولكن كانت الصدمة هنا حيث أنني لم أجد أي وسيلة عمل لها علاقة بتخصصي كما كنت أتصور مسبقاً.
لم تكن هذه الصدمة الأخيرة لي في أن أنضم لتعداد الخريجين العاطلين عن العمل بغزة، حتى حدثت حرب 2021 وتكرر ذات السيناريو مرة أخرى وتعرض منزلنا للضرر بشكل كبير، لكن هذه المرة أخذت عهداً بعدم الاستسلام.
وفي أثناء بحثي عن فرص العمل وتطوير الذات، تم إرسال رسالة التحاق بمشروع مهارة تك الذي تنفذه حاضنة الأعمال والتكنولوجيا (BTI) لمتضرري حرب 2021 بالشراكة مع (UNDP/PAPP)، وبتمويل من (SIDA).
فقررت فورا الالتحاق بالمشروع والتسجيل في مجال الترجمة وكتابة المحتوى.
بدأت مراحل التدريب المختلفة والتي كانت بدايتها في نوفمبر 2022، والتي تعلمت فيها أنواع الترجمة، قواعد وأساسيات كل منها، كما وتعلمت كتابة المحتوى بمختلف أنواعه مثل كتابة المقالات والسيناريوهات وكتابة محتوى المواقع والشركات وغيرها.
لاتعرف فيما بعد على ماهية العمل الحر، وكيفية إنشاء حسابات على منصات العمل الحر، وهنا كانت أول خطوات العمل الجاد والانخراط في عالم الترجمة وكتابة المحتوى وسوق العمل حيث حصلت على العديد من المشاريع على مختلف المنصات مع أشخاص وشركات من مختلف الجنسيات والدول، مثل السعودية، مصر، كندا، بريطانيا وغيرها، كما وحصلت على عقد عمل في مجال الترجمة القانونية مع شركة بريطانية وأخرى سعودية.
وأخيراً فرحتي بهذا الانجاز لا توصف فكانت الاستفادة من مكون التدريب على رأس العمل في المشروع – حيث وقعت عقد توظيف مؤقت مع شركة لمدة 3 أشهر، بمسمى كاتب محتوى ومترجم لشركة صناعات فلسطينية، مكنتني من اكتساب خبرة عملية حقيقية.
وفي الختام، أود أن أشكر الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (SIDA)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي/ برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني (UNDP/PAPP)، وفريق BTI ومشروع مهارة تك.