أنا آية إبراهيم النقلة، خريجة برمجيات وقواعد بيانات من كلية مجتمع تدريب غزة لعام 2020.
على عقب تخرجي زادت الضغوطات والتفكير وكنت مثل اي خريج تلفه الافكار الى اين الدفة ستأخذني هل سأستسلم للواقع؟ أم سأشق طريقا آخر فقررت وقتها انه لا وقت للاستسلام واليأس, ولهذا شرعت بالبحث عن فرص لتطوير مهاراتي. وفي يوم ومن خلال تصفحي المعتاد على صفحة الفيسبوك، رأيت إعلان عن فتح باب التسجيل في حاضنة الأعمال والتكنولوجيا لمشروع Login بتمويل البنك الدولي وبإشراف مركز تطوير المؤسسات الأهلية NDC، فقدمت طلبي للمشروع ضمن تخصص لأول مرة اسمع به (Virtual Assistant) وفعلا اجتزت الاختبار، وبعد ذلك وبحمد الله تم ترشيحي للمقابلة ومن ثم تم قبولي بحمد الله بمشروع Login، ومن هنا كانت أولى خطواتي نحو التألق والنجاح.
ومن اجمل حظوظي اني انضممت في هذا التخصص ، لما له فرص عمل كثيرة على جميع المنصات العربية والاجنبية ومدة انجازها قصيرة وهذا الذي يهمني حتى اوازن بين الاعمال الاخرى.
ألم يتبادر الى أذهانكم ماذا يعني أن تكون مساعدا افتراضيا؟؟
دعوني أحدثكم عنه قليلا, المساعد الافتراضي ببساطة هو مساعد يعمل عن بعد وهو الشخص المتمكن من تأدية المهام الموكلة له عن بعد. وتتنوع مهام المساعد الافتراضي حسب المجال المراد فيه ولكن من أهم المهام التي يقدمها: جدولة الاجتماعات وخدمة العملاء، تنظيم المواعيد و إعداد جدولة بيانات العملاء، عمل قاعدة بيانات البريد الالكتروني, التعامل مع جميع الملفات والتي هي أساس كل عميل يريد ان يدخل سوق العمل ولكي لا يقع في حرج مع الزبون وتأدية مهامه بكل سهولة وإتقان.
وكان هذا التخصص أول تخصص ينفذ على أرض الواقع في BTI حيث زاد شغفي في الالتحاق بهذا التخصص.
لنرجع الآن الى قصتي…
كفتاة بأوائل العشرينات من عمري، بدأتُ مشواري بالمشروع بكل شغف وتطلع لمستقبل جديد مشرق. فبدأنا بمراحل التدريب، فكانت المرحلة الأولى: وهي التدريب التقني والذي شكّل لدي مهارات واسعة وبنى عندي استراتيجيات خاصة تميزني عن غيري، فكنت ساعيةً بالالتزام بالحضور والمتابعة مع المدربين بكل إصرار للنجاح، ومن ثم تأهّلتُ للمرحلة الثانية: وهي العمل الحر، فقد كانت فرصة رائعة لبناء حسابات على منصات العمل الحر، وبناء معرض خاص بأعمالي وعرضه بطريقة احترافية، مما ساعدني في الحصول على العديد من فرص العمل. ومن ثم بالانتقال إلى مرحلة الاستضافة والإرشاد: والتي بموجبها أتيحت لنا فرصة التركيز والمتابعة أكثر في سوق العمل الحر، وتم أخذ أيدينا نحو الحصول على الوظائف، كما تضمنت محطات المشروع، محطة التشبيك: أي التشبيك بين مختلف المجالات لإنجاز المهام المطلوبة في الوظائف التي نقدم لها.
لا يتعلق النجاح بالكمية بقدر ما يتعلق بالاستمرارية، فقليلٌ دائم خيرٌ من كثير منقطع، حيث أؤمن بمقولة “فعمل يُجهد …خيرٌ من فراغ يُفسد”، فما يميز المنصات العمل الحر أنها تحتاج تعب واجتهاد وبذل جهد وصبر لتحقيق النتائج، فتمكنت من تنظيم وقتي في التقديم على الوظائف، وفي الحرص على تسليمها كاملة في وقتها المحدد مع العميل، فلم تكن البداية سهلة في الحصول على أول وظيفة على المنصات، “لا أحد يبدأ من القمة، فعليك أن تشق طريقك اليها”.
وبالفعل وبفضل الله تم حصولي على أول وظيفة على منصة فلم تسعني في ذلك الحين أي فرحة، ومن ثم توالت نجاحاتي على المنصات الأجنبية والعربية برتبة بائع مميز في خلال وقت قياسي، والتي فتحت آفاق واسعة لتوفير مصدر دخلي والتي غيرت مني على الصعيد الشخصي والمهني بحمد الله، وكان الداعم الأول لي أهلي فهنيئاً لهم.
وكان لا بدّ من الثناء على نجاحاتي بمشروع Login فتم تكريمي بأفضل ثلاث عروض تقديمية لنتاج ما تم تعلمه في رحلة التدريب التقني والعمل الحر، وبالإضافة لتكريمي بأعلى دخل محقق على مستوى مجموعتي ضمن المشروع وذلك في مسابقة Rising Talent.
فالشكر موصول لحاضنة الأعمال والتكنولوجيا ولمشروع Login، وللجهة المانحة والممولة، وشكراً للمدربين فقد كانوا على قدرٍ عالٍ من الكفاءة، ولم يتوانوا في الوقوف بجانبنا ومساعدتنا في كافة المراحل، ناهيك عن تشجيعهم الدائم لنا، وشكراً لفريق المشروع كلاً باسمه ولقبه، فأنا ممتنّة جداً للأيام التي جعلتني جزء لا يتجزأ منها.
حاضنة الأعمال والتكنولوجيا حيث التألق والنجاح والفرص الجديدة.