أصررن على صنع النجاح بأيدٍ غزية دون استسلام لمحطات اليأس في طريقهم، آثرن أن يكون لهن مكانةً متميزة في عالم الإبداع والتطور، جمعن جهدن وقررن إنتاج شيء يواكب تكنولوجيا العصر ويسهم في تقديم شيء جديد يخدم المجتمع .
فريق "For Touch " يضم أربعةً من المهندسات صاحبات مشروع Multi Touch Table" "،هم: حنين المصري، ووفاء عودة، وميساء الصفدي، ونسمة حمدونة– خريجات من قسم هندسة الحاسوب في الجامعة الإسلامية.
فكرة بروح عصرية
توصل الفريق إلى صنع طاولة متعددة اللمس " Multi Touch Table " بتقنيــة تُمكـــــن المستخدم من التحكم بجهاز الحاسوب من خلال سطح تفاعلي بواسطة أكثر من أصبع خلافاً لتقنيات اللمس العادية التي تعتمد على أصبع واحد فقط وذلك من خلال مجموعة من الأجهزة وبرامج الحاسوب.
وتعتمد طاولة متعددة اللمس في عملها على آلية النشر الإشعاعي السفلي للتعرف على مواضع الأصابع الساقطة على السطح والتقاطها من خلال كاميرا، ومن ثم ترجمتها عبر برامج خاصة إلى نقاط لمس مفعلة مفهومة لدى الجهاز بحيث يصبح السطح متعدد اللمس .
وعن نشأة الفكرة، أوضحت المهندسة المصري أنها بدأت كفكرة لمشروع تخرج ومن ثم تم احتضانه بشكل كامل من تدريب إداري ومالي وتقديم مبلغ مالي كافِ لوضع المشروع على بداية الطريق وتحويله إلى شركة تجارية ناجحة.
نجاح رغم المعوقات
وشارك الفريق في عدة مسابقات، منها: مهرجان العلوم الفلسطيني الثالث الذي شهد إقبالاً ملحوظاً وواسعاً على الطاولة من جميع الفئات العمرية، إضافة إلى معرض الإبداعات الطلابية في الجامعة الإسلامية، و اللقاء التكنولوجي الهندسي الرابع.
وعن أهم العقبات التي واجهت الفريق أثناء التخطيط والعمل، بيَـنت المهندسة المصري أن الفكرة لاقت صعوبة كبيرة في تنفيذها؛ لعدم وجود المستلزمات والمعدات اللازمة داخل قطاع غزة لإكمال المشروع، إلا أنهن صممن على المضي في تنفيذ المشروع بالرغم من كل المعوقات، إضافة إلى استعدادهم الكامل لتحمل أي صعوبات وتكاليف من أجل التوصل إلى نهاية المشروع و تتويجه بالنجاح بصنع هذه الطاولة التي تتناسب مع روح العصر والتطور التكنولوجي المستمر .
وأضافت المهندسة المصري: "صعوبة وجودHARD WARE ، وقلة المواد الأساسية لبدء أي مشروع في قطاع غزة جعلنا نصنع بدائل يدوية بمواصفات يتم تحديدها من قبلنا، وتقديمها للمهندسين من أجل صناعتها لاستكمال المشروع ".
أهداف وتوصيات
وتابعت المهندسة المصري حديثها قائلة: "إذا لم نجد رواجاً كبيراً للمشروع في السوق المحلي فسيتم العمل على تطوير تصميم الطاولة بأشكال مختلفة حسب طلب المستخدم كي يتم بشكل كامل للمستهلك".
واستعرضت المهندسة المصري أهداف المشروع، منها: توفير وسيلة إدخال تفاعلية للحاسوب بخلاف الوسائل التقليدية "الفأرة ولوحة المفاتيح"، وتطوير وسائل التعليم من خلال طاولة تسمح بالمشاركة والتفاعل لعدد كبير من الأشخاص في آن واحد، إضافة إلى توفير برامج ترفيهية للأطفال من خلال تطبيقات الرسم والألعاب المتنوعة .
ولفت المهندسة المصري إلى أن الهدف الأسمى من المشروع هو تمكين جميع شرائح المجتمع من توظيف تقنية اللمس في الكثير من المجالات، منها: المجال التجاري والعلمي والترفيهي، و إنتاج طاولة متعددة اللمس بسعر اقتصادي.
وأوصى فريق المشروع بضرورة اعتماد طاولة متعددة اللمس كوسيلة لرفع المستوى التعليمي في مدارس قطاع غزة ومراكز رياض الأطفال، والعمل على اتخاذ طاولة متعددة اللمس كوسيلة إدخال تكنولوجية حديثة معتمدة لدى جامعات وشركات ومؤسسات القطاع لأغراض الاجتماعات والعروض وغيرها.
وأثنى فريق المشروع على الدور الكبير لمشروع "مبادرون 2" في احتضان الأفكار الإبداعية الشبابية
ومساعدتها على استكمال الطريق، وتحويلها إلي واقع ملموس يسهم في تطوير المجتمع.