لرفع مستوى سعادتك تعلم ثلاث هوايات

لرفع مستوى سعادتك تعلم ثلاث هوايات
يقولون لرفع مستوى سعادتك تعلم ثلاث هوايات (هواية تجلب لك المال، هواية تجلب لك الصحة، هواية تجلب لك الراحة)، وصاحب قصتنا اليوم جمع الثلاثة في واحد، هيا معنا لتعرفوه وتعرفوها 🤓
ربما يشعر القارئ لوهلة بالتشتت فقد اختلفت أقطاب قصتي لكنني وصلت، بعد تخرجي من هندسة الميكاترونكس، بدأت رحلتي بالبحث عن عمل فكانت أولى المحاولات وأوسطها أن أجد فرصة مطابقة أو قريبة لتخصصي الجامعي، حاولت وحاولت لكن دون جدوى، سمعت الكثيرين ينادون بأن البرمجة سلاح العصر وباب للأمنيات المتحققة وفعلاً خضت غمار هذه التجربة الجديدة، دورة من هنا وأخرى من هناك وكان الناتج صفراً” أنا أحمد الهجين سأكمل معكم فأنصتوا جيداً.
لكل منا حلم قديم أغلق عليه وتناساه على اختلافه واختلاف فرص عودته من جديد فارضاً نفسه وجالباً معه كل الفرص، منذ صغري وأنا شغوف بمتابعة نبتة الفطر بل والاهتمام بأدق أدق تفاصيلها وأنواعها، و أحمد الله أني عدت إليه، لكن عودتي هذه المرة كانت مختلفة، بدأت بالبحث الفعلي في أسواق مدينة غزة و بعد جهد لاحظت افتقار السوق لفطر الشامبينيون والذي يحمل الاسم العلمي ” Agaricus Bisporus” فقررت أن أزرعه هنا.
استمرت عمليات محاولات جلب فطر الشامبينيون من إيطاليا إلى غزة قرابة العام، حيث إن زراعة هذا النوع من الفطر يحتاج إلى ظروفٍ وبيئة معينة من أجل نموه وهذا يجعلنا بحاجة إلى استيراد التقاوي وتوفير كل ما تحتاجه البيئة الخاصة بالتحضين، ولكن مع الأسف سيطرة وتحكم الاحتلال يعيق ذلك بل وجعل العديد من المزارع الفلسطينية تغلق أبوابها، لكني فتحت كل الأبواب هذه المرة فقررت الاعتماد على نفسي بالبحث عن منهجيات علمية للوصول إلى طرق تصنيع البذور وتوفير البيئة التحضينية (الكمبوست) وهي التربة السفلية للفطر و (البيتموس) وهي تربة لتغطية الفطر، وبهذا نكون قد اعتمدنا بنسبة %100 على البدائل المحلية بدلاً من الاستيراد كما وساعدتني خلفيتي العلمية في مجال التكنولوجيا في تصميم نظام تحكم متكامل يقوم بضبط الحرارة والرطوبة بشكل أوتوماتيكي ويتيح لي مراقبة المكان من خلال الإنترنت عن بعد.
كما حاولنا احتضان البذور ورعايتها، والذي ما كان بالسهل أبداً، فكثير من العقبات حصلت والكثير من الأخطاء تكررت، أكملت بحثي للحصول على جهة مساندة وكان مشروع 10X بطاقمه العامل، و خبرائه و تشجعيه، بدأت معهم وأنا الآن أكبر من خلالهم واثقاً بدعمهم الفارق في حياتي وحياة مشروعي” هنا أختم معكم لكن احفظوا اسمي و اسم مشروعي جيداً.
منا نحن الحاضنة إن استقلالية الإنسان تتكون من إستقلالية مصادر دخله، ونحن نسعى ليكون مستقلاً بالكامل، ومقاوم يفرض نفسه بدون الخضوع لإملاءات المعابر والظروف التي يعيشها أهلنا في القطاع هذا ما نحارب به معكم ولأجلكم 🙏
من الجدير بالذكر أن مشروع “الفطر الهجين” يتم احتضانه حالياً بجانب ما يزيد عن ثلاثين مشروع ريادي واعد ضمن مشروع 10X والممول من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون SDC وبإشراف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP.