ضمن المشاريع المحتضنة في الجامعة “مِيمَاس” شركة فلسطينية تواصل مرحلة الانتشار الإعلامي عبر الإنترنت

ضمن المشاريع المحتضنة في الجامعة “مِيمَاس” شركة فلسطينية تواصل مرحلة الانتشار الإعلامي عبر الإنترنت

في سبل البحث عن طرق لدعم التوعية الشبابية، ولملئ أسقف أوعيتهم بإعلام نافع يصلح العقول، ويهذب النفوس، خرجت فئة شبابية لتقديم جملة برامج ثقافية تحاكي عجلة الزمن السريعة.

“مِيمَاس”، شركة فلسطينية إعلامية حديثة النشأة، سميت بذلك  نسبة لإحدى المدن الفلسطينية التاريخية المندثرة والمتواجدة بين مدينتي غزة وعسقلان.

قناة إلكترونية، تنشر حلقاتها عبر موقع “اليوتيوب” المتخصص بمقاطع الفيديو المتنوعة، تميزت بحجم أفكارها وتنوع مواضيعها، ” لم تكن مساحتها كبيرة بحجم رؤى وأفكار فريقها المعهودة, لكنها تعتبر بداية تتكلل بالازدهار” حسب قول محمود ماضي صاحب الشركة.

عقول يافعة وشابه، واختصاصات متنوعة،  سيناريست ومخرج ممثل ومونتير ومحرر فيديو، وإنتاج كاميرات علاقات عامة، وضيوف الحلقات بالإضافة إلى بعض الإمكانيات البسيطة التي تؤهل الفريق لإنتاج حلقات متنوعه هادفة وجديدة.

الفكرة والمحتوى

مع اتساع الفجوات بين الآن وذكريات الماضي التي كانت تستهل صباحاً بالأغاني المسموعة من راديو المختار، وجلسة الجيران تحت شجرة التوت الضخمة هناك، وأطفال الحارة حيث يلعبون ويركضون وبجانبهم الجدات يتشاركن قطع التطريز.

جميعها ذكريات فندت على أبواب عقولنا، عندما يصيبنا الملل من سرعه الحاضر وعجلة الزمن السريعة، التي لا تملك أي طعم أو رائحه حسب قول جدتي، فكل شيء بات يرافقنا بنفس بسيط أو لمسة أصبع.

وهي شركة مكونة من مجموعات شبابية طموحة، تنتج برامج توعوية ساخرة، تصف ظواهر كثيرة في المجتمع الغزي والعربي، وبرامج أخرى تعليمية وترفيهية تخدم الشريحة الصغيرة في المجتمع وهي فئة الصغار، وبرامج خاصة بالمرأة واهتماماتها, وبثها عبر الانترنت بدلاً من البث الفضائي.

وقد تم عرض تلك البرامج التلفزيونية على اليوتيوب في شهر رمضان المبارك مثل: برنامج (الشيف وريف)، وبرنامج (90 ثانية)، وتوسطهم (ع الماشي) و(فيتامين)، بالإضافة إلى البرنامج الذي يهتم لفئة الصغار (الحكواتي).

أوضح ماضي الشاب الثلاثيني وهو مخرج تلفزيوني ومؤسس “ميِمَاس”، إن الإعداد لأفكار البرامج التلفزيونية تأتي ضمن حلقات يومية عبر اليوتيوب، ويتم بثها مجاناً من خلال منصة فيديو “ويب تي في”.

وأوضح ماضي أنه قد استغرق الإعداد للبرامج عاماً كاملاً, حيث قام وفريقه بعمل دراسة لمعرفة نسبة مشاهدة الناس للتلفاز، وكان السؤال يدور حول الكم الذي يشاهدون فيه القنوات التلفزيونية، فكانت النسبة (60% ) من الفئات الشابة يهتمون بمتابعة اليوتيوب، وبين ماضي أن ما أعطاه وفريقه الدافع لتطوير مشروعهم، هو انضمامهم إلى حاضنة الأعمال والتكنولوجيا بالجامعة الإسلامية ضمن مشروع “بذرة” وبتمويل من “يو ان دي بي”.

 وأكمل ماضي: “ما يدعم الخطط التوسعية التي رسمها فريق العمل المتكون من عشرة أشخاص، هو خلو سوق الإنتاج الإعلامي في فلسطين من المنافسين في مجال البث عبر الإنترنت، ويوضح أن معظم شركات الإنتاج في قطاع غزة تعمل في مجال الأخبار، في حين أن الشركات العاملة في مجال انتاج البرامج محدودة وقليلة جدًا”.

وفيما يخص الفئات المستهدفة لمتابعه البرامج, قال ماضي:” إن فئة الشباب أكثر اهتماماً من غيرهم، في البحث عن المعلومات وتكوين الذات لأنفسهم ولديهم الفضول الواسع للمعرفة, حيث يهتمون بكل ما هو جديد ويسعون لاكتشاف المجهول، وأن الشاب قادر ذهنياً على استيعاب كل ما هو مستحدث ومتطور، وهم أكثر الأشخاص الذين يقومون بتصفح الإنترنت وتطوير صفحاته وتحقيق نسب كبيرة من المشاهدة عبر اليوتيوب”.

وبالنسبة لإعداد البرامج في “مِيمَاس” تحدث جهاد غنيم “30عاماً”، كاتب و سيناريست ومحاضر في إحدى الجامعات الفلسطينية قائلاً: “إن الحياة بمعظم مواضيعها وتفاصيلها أصبحت مكررة ومملة، وأن هناك حيز معين لابتداع شيء جديد، وهو حيز الإنتاج الفني الذي يأخذ دور الإبداع، للخروج من واقع مفصل وجاهز, إلى واقع يمكنا من الاستفادة من كافة مكونات الأحداث في بعض البرامج, حيث تتسم ببعد فلسطيني وعربي مما يخدم القضايا العربية المحيطة”.

وتابع غنيم: “بالنسبة لدوري في “مِيمَاس”, فهو يقوم على إعداد وكتابة النصوص وإنتاج السيناريست للحلقات، وأن الكتابة عن الأفكار الإبداعية تأتي من خلال وصف وتحليل وتصوير القضايا المحيطة، وبعد موائمة الفكرة يتم عرضها على الفريق الإعلامي لشركة “مِيمَاس”، ومن ثم إثارتها بشكل حداثي لكي تصل لكافة أطياف المجتمع بشكل واسع، حيث تستهدف بطياتها الآنية لذلك يصنع الحدث والآنية في الوقت نفسه”.

يشار إلى أن شركة “مِيمَاس” فازت بتمويل كامل يقدر ب” 7 آلاف دولار” ضمن مشروع “بذرة”،

لدعم المشاريع الناشئة والصغيرة، التابع للجامعة الإسلامية بغزة.

دوافع الاختيار

وحول اختيارها ضمن مشروع “بذرة”، أشار الأستاذ أشرف حجازي- منسق المشروع- إلى تميز الشركة بالعوامل والمعايير المطلوبة وبناءً عليها يتم اختيار المشروع، وتابع حديثه قائلاً: “وجدنا أيضاً أنَّ هذا المشروع يقدّم خدمة مميزة في عالم الإعلام التي تتمثل في بث حلقات تلفزيونية لمواضيع مختلفة عبر الإنترنت، وهذا يُعتبر نقلة نوعية خصوصاً في قطاع غزة رغم ظروف القطاع السيئة والمعيقات المحيطة به”.

حول توقع الأستاذ حجازي بانتشار “مِيمَاس “يقول: “محمود ماضي يقدر مدى التحدي الذي يحيط بفريقة ويتخطاها, ولا يؤمن بالعوامل التي تدفع إلى الفشل، ولكن على صعيد عمله وخبرته في مجال التلفاز، سوف يتعدى العواقب التي تعيق شركته ويساهم في انتشار “مِيمَاس”.

ومن الجدير بالذكر أن مشروع “بذرة” تنفذه حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية، ويسعى المشروع إلى دعم الشركات الريادية الناشئة والصغيرة الخاصة في المجتمع الفلسطيني، خلال تمويل من البنك الإسلامي للتنمية في جدة عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “UNDP” من خلال برنامج التمكين الاقتصادي “DEEP“.