ربما يختصر القول الشائع “مصائب قوم عند قوم منافع” قصص الكثير من الشركات الناشئة التي تنطلق من حاجة المجتمع أو الأفراد وتحولها إلى عمل ناجح مدر للدخل، من بين هذه الشركات الناشئة، شركة Sketch Engineering المشاركة في مشروع بذرة لتمويل المشاريع الناشئة والصغيرة بالجامعة الإسلامية.
في أكتوبر 2015م أسس مجموعة شباب sketch engineering وهو مكتب هندسي شبابي يقدم حلول خلاقة في مجال تصميم وبناء النماذج الهندسة كان بينها عربة متسلقة للأدراج، وأخرى لنقل ذوي الإعاقة على السلالم بدون جهد عضلي خارجي.
وقد حازت تصميم عربة ذوي الإعاقة على جائزة مسابقة “تحدي اليابان–غزة” لريادة الأعمال الاجتماعية للعام 2016م.
عربة متسلقة
في ظل التوجه إلى التمدد الرأسي في العمران فكرت كل من المهندستين: غادة أبو معيلق، وأمل المنسي_ عضوتا فريق Sketch Engineering، وهما زميلتا دراسة تخرجتا من قسم هندسة الميكاترونكس، بتصميم عربة متسلقة للأدراج لحمل الأوزان، تطورت على عدة مراحل وصولًا إلى نموذج يناسب السوق المحلي.
وتوضح المهندسة المنسي:” لاحظنا مشكلة تواجه سكان العمارات خصوصاً في ظل أزمة انقطاع الكهرباء، فلا يمكن الافادة من المصاعد، صممنا عربة خماسية العجلات لتسلق الأدراج تقوم بوظيفة مماثلة للحمّال”.
وتشير المهندسة المنسي إلى انتشار وظيفة الحمّال بشكل كبير، وتنوّه إلى أن العربة المتسلقة لا تنافسه في رزقه وإنما تحافظ على سلامة عموده الفقري وتزيد انتاجيته فيما لو استخدمها في عمله.
لكن العربة الخماسية بمثابة الخطوة الأولى فهي لا تزال تحتاج إلى المزيد من التطوير.
وبإشراف الدكتور محمد أبو هيبة- أستاذ في قسم الهندسة الميكانيكية من الجامعة الإسلامية، تمكن الفريق من تصميم عربة كهربائية لها ماتور وتحمل أوزانًا تصل إلى 150-200 كيلوغرام ذات خصائص وتقنيات كثيرة، لكن فعلياً لا يحتاجها السوق وتكلفتها الشرائية عالية.
وتضيف زميلتها المهندسة أبو معيلق: “بعد تأسيس مكتب Sketch Engineering بدأنا ننظر للفكرة للاستفادة منها تجاريًّاً، فجرى التطوير على العربة وصولًا إلى نموذج عربة ميكانيكية يعتمد على تقنية الثلاث عجلات وتحمل أوزان تصل إلى (70) كيلو جرام”.
وفاز الفريق بمشروع العربة المتسلقة بتمويل قيمته (7) آلاف دولار يقدمها مشروع بذرة، للبدء بضخ العربات إلى السوق المحلي.
إذا ادركت السر الأول تستطيع استنساخ المزيد
بعد إعلان فريق sketch Engineering عن عربته الأولى تواردت على الفريق العديد من المكالمات الهاتفية، وتقول المهندسة أبو معيلق :” ناس كثيرة أثار انتباهها مشروع تخرجنا وهاتفنا من ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن الذين يسكنون في الطوابق العلوية لاستخدام العربة في تنقلاتهم على الأدراج، لكن الأمر غير ممكن لأن تصميم العربة لا يراعي الأمان والحماية للمستخدم”.
وتقدر أعداد ذوي الإعاقات في قطاع غزة بـ (43) ألف و(642) شخصاً، وتشكل نسبة أصحاب الإعاقات الحركية (30%) من إجمالي الإعاقات بحسب تقرير أصدرته جمعيتا الإغاثة الطبية الفلسطينية والجمعية الوطنية لتأهيل المعوقين-وهي منظمات أهلية.
وبحسب المهندسة أبو معيلق فإن عربة ذوي الإعاقة تتميز بتقنية الثلاث عجلات مرتبة على شكل مثلث، تتحرك عن طريق محرك كهربائي ذي عزم عالي، مصمم بشكل يوفر المتانة لكي يتحمل الوزن الثقيل المطبق عليها لغاية (200) كجم، يثبت عليها الكرسي الخاصة بالمعاقين حركيًّا بواسطة “ماسكات ميكانيكية”.
وعلى رغم من ضعف التمويل، يعتمد الفريق على استثمار قدراته الإبداعية ويحاول إيجاد حلول بعضها متعلق بالطاقة البديلة حيث تمكنوا من تصميم مطبات صناعية تحول وزن السيارات أعلاها وتحولها إلى طاقة ويشارك في مشروع “ابحث” لتطويره ليصبح واقعًا.
يذكر أن مشروع “بذرة” تم تمويله من البنك الإسلامي للتنمية في جدة عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “UNDP” من خلال برنامج التمكين الاقتصادي “DEEP”، وينفذ هذا المشروع من خلال حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية، ويسعى المشروع إلى دعم الشركات الريادية الناشئة والصغيرة الخاصة في المجتمع الفلسطيني.