كيف نجح “مرسم” في الوصول إلى سوق التصميم في الخليج العربي؟!

كيف نجح “مرسم” في الوصول إلى سوق التصميم في الخليج العربي؟!


“مرسم
 أحد قصص النجاح النادرة التي شقت طريقها في مشروع مبادرون الذي تحتضنه الجامعة الإسلامية بغزة، كانت فكرة “مرسم” تلح على مهند أبو كرش (23عامًا) قبل تخرجه في قسم الهندسة المعمارية بالجامعة الإٍسلامية، ويقول:” عملت عند مهندسين في السنة الدراسية الثالثة، واطلعت على أعمالهم،  وكيف تجري الأمور في ميدان العمل”.

فكر مهند في البدء بشركة هندسية تضم أكثر من مجال، بينها: التصميم الداخلي، والتصميم المعماري، والجرافيك والرسم، يعمل فيها الكل كفريق عمل منسجم.


عرض فكرته على عدد من زملائه فتحمس كل من: زميله سمير أبو شعبان (23 عامًا) ومروة الحلو(26عامًا) -جميعهم من خلفية تعليمية واحدة-  وفي إبريل/نيسان2015 أعلن عن انطلاق “مرسم” برصيد مالي يساوي صفر ودون مقر للعمل يجمع الفريق!

في آب/أغسطس 2015 انضم فريق “مرسم” إلى مشروع مبادرون للحصول على دعم مالي له، ففاز المشروع بتمويل مالي يعادل 4 آلاف دولار أمريكي، إضافة إلى التدريب والإرشاد على أيدي خبراء لمهارات التشبيك، والإدارة ، والتسويق.


و “مبادرون” هو مشروع لدعم الشباب الريادي في قطاع غزة، يموله البنك الإسلامي للتنمية وصندوق النقد العربي للإنماء الاجتماعي والاقتصادي وتشرف عليه مؤسسة التعاون، وتنفذه عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالجامعة الإسلامية بالشراكة مع النقابة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات “بيكتا”.


فكيف نجح “مرسم” بعد أقل من عامين من تأسيسه في الوصول إلى السوق الخليجي؟

أولًا- ترك الوظائف التقليدية

مع تناقص حجم الوظائف في القطاع يصبح رفض أي عرض للتوظيف مجازفة كبيرة، لكن مهند وزملائه لا يؤمنون بجدوى الوظيفة، ويقول:”لدى الانسان طاقة هائلة لو استثمرها منذ البداية يصبح بإمكانه تقديم شيء كبير لنفسه ولمجتمعه”.

ثانيًا- التخصصية تقود إلى التميز

عمل كل شخص في الفريق منذ البداية على تطوير مهاراته الذاتية بما يخدم تطور الشركة ككل متكامل، ففي الوقت الذي يتقن سمير إخراج التصاميم والتعامل مع برامج الحاسوب، تعمل مروة ومهند في الرسم والتصميم .

وتقول مروة: “العالم الخارجي مستمر يومياً في التطوير والإبداع سواء في الأساليب أو الأدوات أو طريقة استخدام المواد”.

ثالثً- التسويق المجاني

لم يلجأ الفريق إلى قنوات التسويق مدفوعة الثمن، مكتفين بالترويج لأعمالهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة, ويوضح مهند:” بدأنا الشركة دون رصيد مالي فكان التوجه نحو السوق الخارجي لبناء قاعدة اقتصادية يعتمد عليها في الدخول إلى السوق المحلي الأقل ربحية “، مضيفًا:” المستوى المعيشي في الخليج مرتفع ويستطيع الزبون دفع مبالغ تناسب حجم وقيمة التصميم الذي نقدمه.”

واستطاعت شركة مرسم تسويق تصاميمها في كل من: الهند، والإمارات، وكازاخستان، والسعودية، مشيرين إلى أن شريحة الزبائن تتوسع “بوتيرة تصاعدية”.

رابعًا- التوسع التدريجي

من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الرواد الناشئون البدء بكل الأمور دفعةً واحدة وتعجيل العائد، نفس المأزق واجه مرسم ويوضح مهند :”فكرنا في بداية المشرع أن نبدأ بكل التخصصات معاً، ولكن الاصطدام بالواقع وضغط الوقت والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي اضطرنا للجوء إلى التدرج، بدأنا بالتصميم الداخلي كأول خطوة فتطور مستوانا مما أهلنا للعمل في السوق الخارجية”.

ويسعى الفريق إلى خوض مجال الهندسة المعمارية- وهو تخصص أعضاء الفريق بالأساس- والرسم والجرافيك، وإضافة خدمة الفيديو” الانيمشين” لتصاميهم.