من الطبيعي أن يتجه مريض هشاشة العظام إلى استهلاك المزيد من منتجات الأجبان لتعويض نقص الكالسيوم لديه، لكن هل تستطيع الجبنة وحدها علاج هذا المرض؟
أوضحت إسراء اسليم- خريجة قسم التصنيع الغذائي- أن الجبنة تحتوي على الكالسيوم، وبينت أنه غير كافي لعلاج مرض هشاشة العظام لذلك يعطى المريض دواء كيميائي قد يسبب أضرار جانبية على المدى البعيد.
بحثت اسليم مع أربعة من زملائها، هم: عبد الله عايش، ونشوى مقداد، وسارة لوز، وداليا أبو طاحون- أعضاء فريق مشروع “كالسيوم بلس” المحتضن ضمن مشروع “مبادرون” بالجامعة الإسلامية، إمكانية استبدال أقراص الدواء بمنتج طبيعي لرفع نسبة الكالسيوم، حتى توصلوا إلى إنتاج “جبنة مدعمة بالكالسيوم” للعلاج أو الوقاية من مرض هشاشة العظام، وحازوا بذلك على براءة اختراع من وزارة الاقتصاد الفلسطينية.
ولفتت اسليم إلى أن مرض هشاشة العظام منتشر بشكل كبير في أوساط المجتمع الفلسطيني، وأضافت حاولنا البحث عن منتج طبيعي لرفع نسبة الكالسيوم، وعملنا على تدعيم الجبنة بنسبة كالسيوم أعلى باستخدام مستخلصات نباتية، حتى توصلنا لنسبة من الكالسيوم نفس الكمية الموجودة في الدواء المعطى لمريض هشاشة العظام مع إضافة الأستروجين النباتي لوقاية الشخص السليم.
ونوهت اسليم إلى نسبة الإصابة بهذا المرض ترتفع لدى النساء في فترة انقطاع الطمث، أو ما يعرف بـ “سن الأمان” نتيجة لانخفاض نسبة الأستروجين بالدم، حيث يقوم هرمون الأستروجين بامتصاص الكالسيوم من الدم.
وأوضح عبد الله عايش-أحد أعضاء فريق “كالسيوم بلس”- أن كل (100) جرام من الجبنة العادية يحتوي على (200) ملغم، ونسبة منخفضة من فيتامين “د “، بالإضافة إلى أنها خالية من هرمون الأستروجين.”
وأشار عايش إلى أن الجبنة المطورة تحتوي على كميات مختلفة من الكالسيوم تتراوح ما بين 800- 1200ملغم، بالإضافة إلى (76) باكو جرام من هرمون الأستروجين لامتصاص الكمية الموجودة من الكالسيوم.
وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهتهم في إجراء الفحوصات على الجبنة، قالت اسليم: “لا يوجد في قطاع غزة أجهزة خاصة بفحص فيتامين (د)في الجبنة، ذلك بسبب غياب التمويل الكافي لتطوير الجبنة والفحوص المستمرة لنتائج التجارب”.
ويسعى الفريق إلى إنشاء خط إنتاج خاص بمنتجهم، وتطوير أنواع جديدة من الجبنة، وكان قد فاز مشروعهم “كالسيوم بلس” بمنحة مالية غير مستردة تقدر بـ (4) آلاف دولار ضمن مشروع” مبادرون3″ للبدء بعملية الإنتاج والتسويق، بالإضافة إلى استشارات متخصصة في التسويق والإعلان-بحسب اسليم
ومن الجدير بالذكر أن “مبادرون” هو مشروع لدعم الشباب الريادي في قطاع غزة، يموله البنك الإسلامي للتنمية وصندوق النقد العربي للإنماء الاجتماعي والاقتصادي، وتشرف عليه مؤسسة التعاون، وتنفذه عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالجامعة الإسلامية بالشراكة مع النقابة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات “بيكتا”.